الفصل الثالث من المقالة الخامسة فى الفصل بين الجنس و المادة
و الذى يلزمنا الآن هو أن نعرف طبيعة الجنس و النوع. فأما أن الجنس
على كم شىء يدل فقد كان يدل فى زمان اليونانيين على معان كثيرة، و قد ذهب
استعمالها فى زماننا.
فالجنس فى صناعتنا لا يدل إلّا على المعنى المنطقى المعلوم، و على
الموضوع [1]، و ربما استعملنا لفظ الجنس مكان
النوع فقلنا: ليس كذا من جنس كذا أى من نوعه أو من جملة ما يشاركه فى حدّه.
و النوع أيضا ليس يدل عندنا الآن فى زماننا و عادتنا فى الكتب
العلمية إلّا على النوع المنطقى، و على صور الأشياء
[2].
و غرضنا الآن فيما يستعمله المنطقيون من ذلك فنقول: إن المعنى الذى
يدل عليه بلفظة الجنس ليس يكون جنسا إلّا على نحو من التصوّر، إذا تغير عنه و لو
بأدنى اعتبار لم يكن جنسا، و كذلك كل واحد من الكليات المشهورات. و لنجعل بياننا
فى الجنس و فى مثال يكثر إشكاله على المتوسطين
[1] - على الموضوع أي محلّ العرض، أي الجنس الطبيعي المفروض للجنس
المنطقي.