الفصل الثانى من المقالة الرابعة فى القوة و الفعل و القدرة و
العجز و إثبات المادة لكل متكوّن
إن لفظة القوة و ما يرادفها [1] قد وضعت أول شىء للمعنى الموجود فى الحيوان الذى يمكنه به [2] أن تصدر عنه أفعال شاقة من باب
الحركات ليست بأكثرية الوجود عن الناس فى كميتها و كيفيتها، و يسمى ضده الضعف، و
كأنها [3] زيادة و شدة من المعنى الذى هو
القدرة، و هو أن يكون الحيوان بحيث يصدر عنه الفعل إذا شاء، و لا يصدر إذا لم يشأ،
التى ضدها العجز.
ثم نقلت عنه فجعلت للمعنى الذى لا ينفعل له و بسببه الشىء بسهولة، و
ذلك لأنه كان يعرض لمن يزاول الأفعال و التحريكات الشاقة أن ينفعل أيضا منها، و
كان انفعاله و الألم الذى يعرض له منه يصده عن إتمام فعله. فكان إن انفعل انفعالا
محسوسا قيل له: ضعف و ليست له قوة، و إن لم ينفعل قيل: