و إذا كان كذلك فبيّن أيضا أنه ليس البحث عنها من جهة الوجود الذي
يخصّ كل واحد منها، لأنّ ذلك مطلوب فى هذا العلم.
و لا أيضا من جهة ما هي جملة و كلّ، لست أقول جملى و كلّى.
فإنّ النظر فى أجزاء الجملة أقدم من النظر فى الجملة، و إن لم يكن
كذلك فى جزئيات الكلّى باعتبار قد علمته، فيجب أن يكون النظر فى الأجزاء [1] إما فى هذا العلم فتكون هى أولى بأن
تكون موضوعه، أو يكون فى علم آخر. و ليس علم آخر يتضمّن الكلام فى الأسباب القصوى
غير هذا العلم.
و أما إن كان النظر فى الأسباب من جهة ما هي موجودة و ما يلحقها من
تلك الجهة فيجب إذن أن يكون الموضوع الأول هو الموجود بما هو موجود.
فقد بان أيضا [2] بطلان هذا النظر، و هو أن هذا العلم موضوعه الأسباب القصوى، بل يجب
أن يعلم أن هذا كماله و مطلوبه.