الفصل التاسع من المقالة الثالثة فى الكيفيات التى فى الكميات و
إثباتها
هذا الفصل يليق بالطبيعيات، و قد بقى جنس واحد من الكيفيات محتاجا إلى
إثبات وجوده و إلى التنبيه على كونه كيفية، و هذه هى الكيفيات التى فى الكميات.
و أما التى فى العدد كالزوجية و الفردية و غير ذلك، فقد علم وجود
بعضها و أثبت وجود الباقى فى صناعة الحساب. و أما أنها أعراض، فلأنها متعلقة
بالعدد، و خواص له، و العدد من الكم، و الكم عرض.
و أما التى تعرض للمقادير فليس وجودها ببيّن، فإن الدائرة و الخط
المنحنى و الكرة و الأسطوانة و المخروط ليس شىء منها ببين الوجود، و لا يمكن
للمهندس [1] أن يبرهن على وجودها. لأن سائر
الأشياء إنما تبين له بوضع وجود الدائرة، و لأن ذلك المثلث يصح وجوده إن صحت
الدائرة، و كذلك المربع، و كذلك سائر الأشكال.
[1] - «و لا يمكن المهندس». (كما في عدّة نسخ مخطوطة).