الفصل الرابع من المقالة الثالثة في أن المقادير أعراض
و أما الكميات المتصلة فهى مقادير المتصلات، أما الجسم الذى هو الكم
فهو مقدار المتصل الذى هو الجسم بمعنى الصورة، على ما عرفته فى عدة مواضع، و أما
الجسم بالمعنى الآخر الداخل فى مقولة الجوهر فقد فرغنا عنه.
و هذا المقدار قد بان أنه فى مادة، و أنه يزيد و ينقص و الجوهر باق،
فهو عرض لا محالة، و لكنه من الأعراض التى تتعلق بالمادة و بشىء فى المادة، لأن
هذا المقدار لا يفارق المادة إلّا بالتوهم، و لا يفارق الصورة التى للمادة، لأنه
مقدار الشىء الذى يقبل أبعاد كذا، و هذا لا يمكن أن يكون بلا هذا الشىء المتصل
كما أن الزمان لا يكون إلّا بالمتصل الذى هو المسافة و هذا المقدار هو كون المتصل
بحيث يمسح بكذا كذا مرة منته أو لا ينتهى المسح إن توهم غير متناه توهما. و هذا
مخالف لكون الشىء بحيث يقبل فرض الأبعاد المذكورة، فإن ذلك لا يختلف فيه جسم و
جسم. و أما أنه يمسح بكذا كذا مرة، أو أنه لا يفنى مسحه بكذا ألبتة، فقد يختلف فيه
جسم و جسم.
فهذا المعنى هو كمية الجسم، و ذلك صورته. و هذه الكمية لا تفارق