الفصل الثانى من المقالة الثالثة فى الكلام فى الواحد
فنقول: إن الواحد يقال بالتشكيك على معان
[1] تتفق فى أنها لا قسمة فيها بالفعل من حيث كل واحد هو هو، لكن هذا
المعنى يوجد فيها بتقدم و تأخر، و ذلك بعد الواحد بالعرض
[2].
و الواحد بالعرض هو أن يقال فى شىء يقارن شيئا آخر، أنه هو الآخر، و
أنهما واحد. و ذلك إما موضوع و محمول عرضى، كقولنا: إن زيدا و ابن عبد اللّه واحد،
و إن زيدا و الطبيب واحد؛ و إما محمولان في موضوع، كقولنا: الطبيب هو و ابن عبد
اللّه واحد، إذ عرض أن كان شىء واحد طبيبا و ابن عبد اللّه؛ أو موضوعان فى محمول
واحد عرضى، كقولنا: الثلج و الجصّ واحد، أى فى البياض، إذ قد عرض أن يحمل [3] عليهما عرض واحد.
لكن الواحد الذى بالذات، منه واحد بالجنس، و منه واحد بالنوع