الأوّل، ما ذكره بقوله: «إنّ الحاصل» إلى آخره، أي ليس الحاصل
والموجود بمترادفين، ولاريب أنّ هذا هو ما سبق من القول بشيئيّة [1] المعدوم، مع أنّ الظّاهر من سياق كلامه
أنّها غيره، وكأنّه نظر إلى ظاهر القول بأنّ الحصول غير الوجود، فإنّ ظاهره غير
أنّ المعدوم شيء، ولذا فصّل بينهما وإن تلازما؛ ولا يبعد
[2] أن يكونا مذهبين متغايرين بأن يعتقد بعضهم شيئيّة المعدوم دون
ثبوته، وآخرون شيئيّة وثبوته دون وجوده؛ لكنّ المشهور خلافه.
و قد تكون عطف على قوله: «إنّ
الحاصل» إمّا بتقدير «أنّه» أو بدونه صفة الشيء ليس شيئاً
لا موجوداً ولا معدوماً.
هذا هو القول الثّاني، و [3] هو القول بالحال الّذي ليس موجوداً ولا معدوماً والتخصّص بالصّفة؛
لأنّ الحال عندهم هي الصّفة دون الذّات، ولذا
[4] عرّفوه بأنّه صفة لموجود لا موجودة ولا معدومة. ومحصّل كلام القائل
به: إنّ الشّيء 99// (1): إمّا له ثبوت في الجملة، (2): أو لا؛ و الثّاني: هو
المنفي.
و الأوّل (الف): إمّا ذات له صفة الوجود، فهو الموجود، (ب): أوصفة
العدم فهو المعدوم؛ (ج): وإمّا صفة، فحينئذٍ[5] قد يكون واحداً منهما وقد يكون واسطة بينهما وهو الحال.
و إن «الذي» و «ما» يدلّان على غير ما يدلّ عليه «الشيء».