لايفتقر إلى كاسب لبداهته، وما يذكر في تعريفهما تنبيه لا تحديد.
و قيل: الغرض تحصّل موضوع العلم أعني الموجود لا بالحدّ والرسم، ثمّ
الإحتياج إلى التنبيه على معنى الموجود مع أوّليّة تصوّره وعدم مفهوم أعرف منه
لتوقّف تخطئة من حاول تحديده عليه، أو ما لميتعيّن معناه لميمكن أن يظهر وجه
الخطأ، ولمّا 77// لميكن علم قبل الإلهي يورد فيه ذلك، كما يوضع موضوع كلّ علم في
أوائله مسلّماً بحدّه وتبيّن في علم قبله، فلاجرم أورد ذلك التنبيه هنا، وكذا حال
الشيء وسائر المفهومات.
ثمّ لميتعرّض في العنوان للمعدوم، مع أنّ أحواله مذكورة في الفصل
تنبيهاً على أنّ البحث عنه ليس من حيث إنّه معدوم، إذ ليس له بهذا الإعتبار أحوال
حتّى يبحث عنها، بل من حيث هو موجود في الذّهن، 75// على أنّ البحث عنه ليس
مقصوداً بالذّات بل بالعرض.
ثمّ مقاصد هذا الفصل امور:
المقصد] الأوّل: بيان بداهة الموجود والشّيء واستغناءهما عن
التحديد، ورجوع تعريفاتهما إلى التنبيه لإخطارهما بالبال.
وهذا البيان من قوله: «فيقول» إلى قوله: «و نقول معنى الموجود ومعنى
الشّيء» وبيّن [1] ذلك بقياسهما على بعض المباديء
التصديقيّة الأوّليّة وأعرفيّتهما من كلّ ما يؤخذ في حدّهما، وأداء ما قيل في
تعريفهما إلى الدّور أو التعريف بالأخفي، ولاريب في حقيقة ذلك [2]، وقد أشار إليه بقوله: