والأسماء. والأظهر أنّ مراده من الحدود والصّفات شيء واحد هي
الثلاثة الأخيرة، والترديد لاحتمالها الأمرين في أوّل النّظر.
ثمّ لمّا كان الحقّ كونها صفاتاً قال فيها بعد: «وان الصّفات الّتي»
إلى آخره، من دون ترديد.
وفي بعض النّسخ «والصفات» بالواو، دون «أو»، وعلى هذا يكون بياناً
للحدود تنبيهاً على أنّ المراد بها مطلق التعريف الشّامل للرّسم. وبذلك يظهر أنّ
قول: «وكنت لايعرف» إلى قوله: «الحكمة» متعلّق بقوله: «وأيضاً قد كنت تسمع».
وقوله: «وهل الحدود» إلى قوله: «يسمّي حكمة» وقوله: «انّ الصفات الثلاثة» إلى
آخره، متعلّق بقوله: «وكنت تسمع تارة» إلى قوله: «وكنت لاتعرف» على ترتيب اللف
والنشر.
فنحن [1]
نبيِّن لك الآن أنّ هذا العلم الَّذي نحن بسبيله هو الفلسفة الأولى وأنَّه الحكمة أي الحقيقة [2] المطلقة عن الإفتقار إلى الغير
والمتعلق به، بخلاف سائر العلوم فإنّها مفتقرة إليه في إثبات ومقدّمات الموضوع
ومقدّمات البراهين [3]
وانَّ الصَّفات الّتي رسم بها الحكمة هى صفات صناعة واحدة، و هى هذه الصِّناعة؛
وقد علم أنّ لكلِّ علمٍ موضوعاً يخصُّه.
لمّا ذكر آنفاً أنّ هنا مطالب ثلاثة- هي: أنّ موضوع هذا العلم ماذا
وأن الفلسفة الأولى والحكمة الحقيقيّة والمطلقة المصحّحة لمباديء سائر العلوم
ماذا، وانّ الإوصاف الثلاثة لصناعة واحدة أو صناعات مختلفة- فشرع هنا في بيان
المطلب الأوّل، ولتوقّفه على إبطال المذاهب الباطلة