فنقول: إن الواحد يقال بالتشكيك
[3] على معان تتفق [4] في أنها لا قسمة فيها بالفعل
[5] من حيث كل واحد هو هو، لكن هذا المعنى يوجد فيها بتقدم و تأخر [6]، و ذلك بعد الواحد بالعرض.
و الواحد بالعرض هو أن يقال في شيء يقارن شيئا آخر، أنه هو الآخر، و
أنهما [7] واحد. و ذلك إما موضوع و محمول عرضي،
كقولنا: إن زيدا و ابن عبد الله واحد، و إن زيدا و الطبيب واحد، و إما محمولان
موضوع [8]، كقولنا
[9]: الطبيب هو و ابن عبد الله واحد، إذ
[10] عرض أن كان شيء واحد طبيبا و ابن عبد الله، أو موضوعان [11] في محمول واحد عرضي، كقولنا: الثلج و
الجص واحد، أي في البياض، إذ قد عرض أن حمل
[12] عليهما عرض واحد.
لكن الواحد الذي بالذات، منه واحد بالجنس، و منه واحد بالنوع و هو
الواحد بالفصل، و منه واحد بالمناسبة، و منه واحد بالموضوع، و منه واحد بالعدد.