نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 340
و وقف على سائر ما سلف فإنما [1] يشكل عليه من أمر [2] تناهي العلل و لا تناهيها [3] أنه هل يمكن أن يكون كذلك [4] في العناصر التي بالقوة واحدا
[5] بعد [6] آخر مختلفة بالقرب و البعد.
و أما الشك [7] الآخر [8]
في حديث [9] الماء و الهواء فحله [10] سهل على من وقف على كلامنا في
العناصر، حيث تكلمنا في الكون و الفساد، على أن الكلام
[11] هاهنا في كون الشيء من الشيء بالذات، و كل تغير [12] من الذي بالذات فهو في مضادة واحدة
مقتصر [13] عليها، فيكون الذي كان عنها بالذات
يفسد إليها ضرورة، و في الأخرى كذلك [14]، فتكون جملة التغيرات [15] محصورة، و كل طبقة منها مقتصرة على طرفين نرجع بأحدهما على الآخر [16]، فقد انحلت
[17] جميع الشبه [18] المذكورة.
[الفصل الثالث] (ج) فصل[19] في إبانة تناهي العلل الغائية[20] و الصورية و إثبات المبدإ الأول مطلقا، و فصل القول في العلة
الأولى مطلقا، و في العلة الأولى مقيدا، و بيان أن[21] ما هو علة أولى[22] مطلقة[23]
علة[24] لسائر العلل.
و أما تناهي العلل الغائية فيظهر لك من الموضع الذي حاولنا فيه
إثباتها و حللنا الشكوك في [25] أمرها، فإن العلة الغائية إذا ثبت وجودها ثبت تناهيها، و ذلك لأن
العلة التمامية هي التي تكون سائر [26] الأشياء لأجلها، و لا تكون هي من
[27] أجل شيء آخر، فإن كان وراء العلة التمامية علة تمامية كانت الأولى
لأجل الثانية، فلم [28]
تكن الأولى علة تمامية،