نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 260
و قد تكلمنا في هذا [1] فيما سلف، فحينئذ يصير فاعلا، فيكون عنه وجود الشيء بعد ما لم يكن،
فيكون لذلك الشيء وجود، و لذلك الشيء أنه لم يكن، و ليس له من الفاعل أنه لم
يكن، و لا أنه كان بعد ما لم يكن، إنما له من الفاعل وجوده. و إذن فإن [2] كان له من ذاته اللاوجود [3]، لزم أن صار وجوده بعد ما لم يكن،
فصار كائنا بعد ما لم يكن.
فالذي له بالذات من الفاعل الوجود، و أن الوجود الذي له، إنما هو لأن
الشيء الآخر على جملة يجب عنها أن يكون
[4] لغيره وجود عن وجوده الذي له بالذات. و أما أنه لم يكن موجودا فليس
عن علة فعلته، فإن كونه غير موجود قد ينسب إلى علة ما، و هو عدم علته، فأما [5] كون وجوده بعد العدم فأمر لم يصر [6] لعلة، فإنه لا يمكن البتة أن يكون
وجوده إلا بعد عدم. و ما لا [7] يمكن فلا علة [8] له، نعم وجوده يمكن أن يكون، و أن لا يكون، فلوجوده علة، و عدمه قد
يكون و قد لا يكون، فيجوز أن يكون لعدمه علة، و أما كون وجوده بعد ما لم يكن فلا [9] علة له
[10].
فإن قال قائل: كذلك [11] وجوده بعد عدمه، يجوز أن يكون، و يجوز أن لا يكون، فنقول: إن عنيت
وجوده من حيث هو [12]
وجوده [13]، فلا مدخل للعدم فيه، فإن نفس وجوده
يكون غير ضروري، أي ممكن [14]، و ليس هو [15] غير ضروري [16] من حيث هو بعد عدم، و لكن
[17] الغير الضروري [18]، وجوده هذا الذي اتفق الآن، و قد
[19] كان معدوما. و أما من حيث أخذ
[20] وجوده وجودا بعد عدم، فليلحظ
[21] كونه بعد عدم [22]، لا كونه موجودا فقط، الذي كان بعد عدم، و اتفق بعد عدم، و ذلك [23] لا سبب له، فلا سبب [24] لكون
[25] وجوده بعد العدم،
[1] و قد تكلمنا فى هذا: و قد تكلمنا فيه ب: على ما تكلمنا فيه د،
ط، م