نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 11
إلى مجهول، لا من جهة ما هي معقولة و لها الوجود العقلي الذي لا
يتعلق بمادة أصلا أو يتعلق بمادة غير جسمانية. و لم يكن غير هذه العلوم علوم أخرى.
ثم البحث عن حال الجوهر بما هو موجود و جوهر
[1]، و عن الجسم بما هو جوهر، و عن المقدار
[2] و العدد بما هما موجودان، و كيف وجودهما، و عن الأمور الصورية التي
ليست في مادة أو هي في مادة غير مادة الأجسام، و أنها كيف تكون و أي نحو من الوجود
يخصها، فمما يجب أن يجرد له بحث.
و ليس يجوز أن يكون من جملة العلم بالمحسوسات، و لا من جملة العلم
بما [3] وجوده في المحسوسات، لكن التوهم و
التحديد يجرده عن المحسوسات.
أما الجوهر فبين أن وجوده بما هو جوهر فقط غير متعلق بالمادة و إلا
لما كان جوهر إلا محسوسا.
و أما العدد فقد يقع على المحسوسات و غير المحسوسات، فهو بما هو عدد
غير متعلق بالمحسوسات.
و أما المقدار فلفظه اسم مشترك، فيه ما قد يقال له مقدار، و يعني [6] به البعد
[7] المقوم للجسم الطبيعي، و منه ما يقال مقدار، و يعني به كمية متصلة
تقال على الخط و السطح و الجسم المحدود. و قد عرفت الفرق بينهما. و ليس و لا واحد [8] منهما مفارقا للمادة، و لكن المقدار
بالمعنى الأول و إن كان لا يفارق المادة فإنه أيضا مبدأ لوجود الأجسام الطبيعية.
فإذا كان مبدأ لوجودها لم يجز أن يكون