نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 0 صفحه : 20
و المبدأ الأول واحد من جميع الوجوه، واحد فى ذاته، واحد فى صفاته.
فلا شريك له، و لا ندّ، و لا ضد. برئ من المادة و علاقاتها، فلا كمّ له، و لا كيف،
و لا أين، و لا متى. و إذن لا جنس له، و لا فصل، و لا نوع، و لا حد، و لا ماهية. و
لا برهان عليه أيضا، لأنه برهان نفسه، و برهان كل شىء سواه. و يمكن أن يقال إنه
جوهر، بل هو الجوهر الحق فى الواقع، إذ لا يوجد فى موضوع بحال، و لكن الأولى ألا
يطلق عليه هذا اللفظ [1].
و هو خير محض، لأنه وجود تام، و الوجود خير دائما، و مصدر الخيرات و
الكمالات كلها [2]. مبرأ من كل عيب و نقص، فهو جمال و
كمال و بهاء، بل هو غاية فى كل ذلك، و مصدر الكمال و البهاء فى كل شيء [3]. هو الحق المطلق الذي لا يرقى إليه أى
شك، و الاعتقاد بوجوده جازم صادق [4]. يعشق ذاته التي هى مبدأ كل نظام، فهو عاشق و معشوق فى آن واحد، إلا
أن عشقه لا حركة فيه و لا انفعال [5].
و أخيرا هو عقل محض يعقل ذاته، فهو عاقل و معقول، و ليس فى ذلك تعدد
البتة لأنه ينصب على شىء واحد [6]. و هو فى عقله لذاته يعقل أنه مبدأ كل شىء، فيعقل الموجودات جميعها
على نحو كلى لا تشوبه شائبة التغير و لا يختلط بالزمن
[7]. و كثرة المعقولات لا تؤدى إلى كثرة فى ذاته، لأن تكثرها إنما يتم
بعد انفصالها عنه [8]. يعقل الأسباب فيعقل مسبباتها، و بذا
يحيط علمه بكل شىء، «لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السماوات و لا فى الأرض» [9].