responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين    جلد : 1  صفحه : 4

الجزء الأول‌

[المقدمة]

قوله «الطالب السالك يرى فى بدو سلوكه»: الطالب السالك لتحصيل المعارف الالهية و العلوم الحقيقة. لسلوكه و حركته الفكرية ثلاثة احوال، بداية، و وسط، و نهاية، و فى مبدء سلوكه يرى أن مطالبه العلمية إنما يحصل منه، لكن حصولها منه يتوقف على التوفيق، و هو جعل الاسباب المعدة لحصول العرفان مجتمعة متوافقة فى التسبيب، ثم إذا غاض لجة السلوك و راى تعدد الطريق إلى مطالبه و اختلافها فى التأدية و عدمها، و الصواب و الخطاء، مع قصور قوته عن التمييز بينها و الاهتداء الى سواء الطريق، يعتقد أنه عاجز عن السلوك إلا بهداية اللّه تعالى، و اذا وصل الى المنتهى يظهر له أنه ليس له أثر فى تحصيل المعرفة سوى كونه قابلا لما يفيض عليه، فله فى كل حالة من الحالات اعتقادان: أما في الاولى فاعتقاد نسبة تحصيل المعارف اليه بالكلية، و اعتقاد شرطية التوفيق، و الأول خطأ، و الحمد على التوفيق الذي اعتقده بالاعتقاد الصحيح و أما فى الثانية فاعتقاد نسبة الفعل اليه و الى اللّه تعالى بالتشريك فقد اعتقد ان لنفسه فى ذلك تأثير او هو خطأ، و أن للّه تعالى تاثيرا بحسب الهداية، و هو اعتقاد صحيح. و فى الثالثة اعتقاد أنه قابل، و ان الفاعل فى ذلك ليس الا اللّه تعالى و هما اعتقادان صحيحان، فلما القينا الاعتقادات الباطلة فى هذه الاحوال، لم يكن السبب لنجح مرام الطالب إلا التوفيق فى الحالة الاولى، و الهداية فى الثانية، و الالهام فى الثالثة، فالشيخ عد هذه الاسباب الموصلة الى المطالب فى صدر كتابه، تنبيها على أن الطالب الخائض فيه يجب أن يحمد اللّه تعالى على توفيقه للشروع فيه و يسأل الهداية و الالهام حتى يحصل الفوز بميامنه. فان قلت: حكمه بان عند المنتهى يظهر له أنه ليس إلا قابلا ينافى حكمه بأنه يرى فى كل حالة من الثلاثة أن للّه تعالى فى كل ذلك تاثيرا و لنفسه تاثيرا إذ التأثر لا يطلق على القبول. فنقول: المراد من التأثير هاهنا أن يكون له دخل فى تحصيل المعارف و هو يختلف قلة و كثرة بحسب اختلاف الحالات، و تلخيص ما ذكره: أن من حاول تحصيل علم ما فما لم يكن موفقا من عند البارى للخوض فيه، لم يتوجه إلى تحصيله، ثم اذا شرع في اكتسابه احتاج إلى هدايته إلى الصراط المستقيم المؤدى إليه، و إذا سلكه افتقر إلى الهامة الحق إذ لا دخل له فى تحصيل العلوم إلا الاعداد لذلك فهى الاسباب الموصلة إلى المطلوب على ما هو حاصل، و يسأل ما ليس بحاصل و ما هو. و الشيخ لما وفق لوضع مثل هذا الكتاب المشتمل على مطالب شريفة عالية، حمد اللّه على حسن توفيقه لذلك، و لاختلاف طرق تلك المطالب، سأله هداية الطريق إليها و لان إفاضتها ليست إلا من اللّه الكريم سأله الهام الحق فيها، و ما ذلك منه إلا لتعليم المتعلم المستيقظ. م‌

نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست