نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 50
النهج التاسع و فيه بيان قليل للعلوم البرهانية
[الأول] إشارة [إلى أصناف قياسات من جهة موادها و إيقاعها
للتصديق]
القياسات البرهانية مؤلفة من المقدمات الواجب قبولها فإن كانت ضرورية
يستنتج منها الضروري على نحو ضرورتها، أو ممكنة يستنتج منها الممكن، و الجدلية
مؤلفة من المشهورات و التقريريات كانت واجبة أو ممكنة، و الخطابية مؤلفة من
المظنونات و المقبولات التي ليست بمشهورة و ما يشبههما كيف كانت و لو كانت ممتنعة،
و الشعرية مؤلفة من المقدمات المخيلة من حيث يعتبر تخيلها كانت صادقة أو كاذبة، و
بالجملة مؤلفة من المقدمات من حيث لها هيئة و تأليف ليستقبلها النفس بما فيها من
المحاكاة بل و من الصدق فلا مانع من ذلك و يروجه الوزن، و لا يلتفت إلى ما يقال من
أن البرهانية واجبة، و الجدلية ممكنة أكثرية، و الخطابية ممكنة مساوية لا ميل فيها
و لا ندرة، و الشعرية كاذبة ممتنعة فليس الاعتبار بذلك و لا أشار إليه صاحب
المنطق، و أما السوفسطائية فإنها هي التي يستعمل المشبهة و تشاركها في ذلك
الممتحنة المجربة على سبيل التغليط فإن كان التشبيه بالواجبات و نحو استعمالها
يسمى صاحبها سوفسطائيا، و إن كان بالمشهورات يسمى صاحبها مشاغبا مماريا و المشاغب
بإزاء الجدلي و السوفسطائي بإزاء الحكيم.
[الثاني] إشارة [إلى القياسات و المطالب البرهانية]
كما أن المطالب في العلوم قد يكون عن ضرورة الحكم، و قد يكون عن
إمكان الحكم، و قد يكون عن وجود غير ضروري مطلق كما قد يتعرف من حالات اتصالات
الكواكب و انفصالاتها و كل جنس يخصه مقدمات و نتيجة فالمبرهن ينتج الضروري من
الضروري و غير الضروري من غير الضروري خلطا أو صريحا فلا تلتفت إلى من يقول إنه لا
يستعمل المبرهن إلا الضروريات و الممكنات الأكثرية دون غيرها بل إذا أراد أن ينتج
صدق ممكن أقلي و يستعمل في كل باب ما يليق به، و إنما قال ذلك من قال من محصلي
الأولين على وجه غفل عنه المتأخرون و هو أنهم قالوا إن المطلق الضروري [قد] يستنتج
في البرهان من الضروريات- لا يستنتج في البرهان إلا من الضروريات خ ل- و في غير
البرهان يستنج من غير الضروريات و لم يرد به غير هذا، و أراد أن صدق مقدمات
البرهان في ضرورتها أو إمكانها أو إطلاقها صدق ضروري
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 50