responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 159

تذكرة و تنبيه [في بيان أن النفس الناطقة إنما تعلقها بالبدن صرف التدبير و التصرف‌]

أ ليس قد بان لك أن النفس الناطقة ليست علاقتها مع البدن علاقة انطباع بل ضربا من علائق أخر، و علمت أن هيئة تمكن العقد منها و ما يتبعه قد يتأدى إلى بدنها مع مباينتها له بالجوهر حتى أن وهم الماشي على جذع معروض فوق فضاء يفعل في إزلاقه ما لا يفعله وهم مثله و الجذع على قرار، و يتبع أوهام الناس تغير مزاج مدرجا أو دفعة أو ابتداء أمراض أو إفراق منها فلا تستبعدن أن يكون لبعض النفوس ملكة يتعدى تأثيرها بدنها و يكون لقوتها كأنها نفس ما للعالم و كما يؤثر بكيفية مزاجية يكون قد أثرت بمبدإ جميع ما عددته إذ مباديها هذه الكيفيات لا سيما في جرم صار أولى به لمناسبة تخصه مع بدنه لا سيما و قد علمت أنه ليس كل مسخن بحار و لا كل مبرد ببارد فلا تستنكرن أن يكون لبعض النفوس هذه القوة حتى تفعل في أجرام أخر ينفعل عنها انفعال بدنه، و لا تستنكرن أن يتعدى من قواها الخاصة إلى قوى نفوس أخرى تفعل فيها لا سيما إذا كانت شحذت ملكتها بقهر قواها البدنية التي لها فتقهر شهوة أو غضبا أو خوفا من غيرها.

إشارة [إلى علة القوة التي هي مبدء الأفعال الغريبة]

هذه القوة ربما كانت للنفس بحسب المزاج الأصلي لما يفيده من هيئة نفسانية تصير للنفس الشخصية تشخصها، و قد تحصل لمزاج يحصل، و قد تحصل بضرب من الكسب يجعل النفس كالمجردة لشدة الذكاء كما يحصل لأولياء الله الأبرار.

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست