نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 107
ثم أنت تعلم أن حال الشيء الذي يكون للشيء باعتبار ذاته متخليا عن
غيره قبل حاله من غيره قبلية بالذات، و كل موجود عن غيره يستحق العدم لو انفرد، أو
لا يكون له وجود لو انفرد؛ بل إنما يكون له الوجود عن غيره. فإذن لا يكون له وجود
قبل أن يكون له وجود و [هذا] هو الحدوث الذاتي.
تنبيه [في بيان أن المعلول لا يتخلف عن العلة التامة]
وجود المعلول متعلق بالعلة من حيث هي على الحال التي بها لتكون علة
من طبيعة أو إرادة أو غير ذلك أيضا من أمور يحتاج إلى أن تكون من خارج و لها مدخل
في تتميم كون العلة علة بالفعل مثل الآلة حاجة النجار إلى القدوم، أو المادة حاجة
النجار إلى الخشب، أو المعاون حاجة النشار إلى نشار آخر، أو الوقت حاجة الآدمي إلى
الصيف، أو إلى الداعي حاجة الآكل إلى الجوع، أو زوال المانع حاجة الغسال إلى زوال
الدجن و عدم المعلول متعلق بعدم كون العلة على الحاجة التي هي بها علة بالفعل.
سواء كان ذاتها موجودا لا على تلك الحالة، أو لم يكن موجودة أصلا
فإذا لم يكن شيء يعوق من خارج و كان الفاعل بذاته موجودا و لكنه ليس لذاته علة
توقف وجود المعلول على وجود العلة الحالة المذكورة. فإذا وجدت كانت طبيعة أو إرادة
جازمة أو غير ذلك وجب وجود المعلول، و إن لم توجد وجب عدمه. و أيهما فرض أبدا كان
ما بإزائه أبدا، أو وقتا ما كان وقتا ما و إذا جاز أن يكون شيء متشابه الحال في كل
شيء و له معلول لم يبعد أن يجب عنه سرمدا. فإن لم يسم هذا مفعولا بسبب أن لم
يتقدمه عدم فلا مضايقة في الأسماء بعد ظهور المعنى.
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 107