نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 1
[مقدمة الشيخ]
أحمد الله على حسن توفيقه و أسأل هداية طريقه و إلهام الحق بتحقيقه و
أن يصلي على المصطفين من عباده لرسالته خصوصا على محمد و آله. أيها الحريص على
تحقق الحق، إني مهد إليك في هذه الإشارات و التنبيهات أصولا و جملا من الحكمة، إن
أخذت الفطانة بيدك سهل عليك تفريعها و تفصيلها و مبدئ من علم المنطق و منتقل عنه
إلى علم الطبيعة و ما قبله.
[النهج الأول: و فصوله سبعة عشر]
الأول، في غرض المنطق
المراد من المنطق أن يكون عند الإنسان آلة قانونية تعصم مراعاتها عن
أن يضل في فكره و أعني بالفكر هاهنا ما يكون عند إجماع الإنسان ينتقل عن أمور
حاضرة في ذهنه متصورة أو مصدق بها تصديقا علميا أو ظنيا أو وضعيا و تسليما إلى
أمور غير حاضرة فيه و هذا الانتقال لا يخلو من ترتيب فيما يتصرف فيه، و هيئة و ذلك
الترتيب و الهيئة قد يقع على وجه صواب، و قد يقع لا على وجه صواب و كثيرا ما يكون
الوجه الذي ليس بصواب شبيها بالصواب، أو موهما أنه شبيه به فالمنطق علم يتعلم فيه
ضروب الانتقالات من أمور حاصلة في ذهن الإنسان إلى أمور مستحصلة.
[الثاني إشارة في احتياج مراعاة أحوال التأليف]
و أحوال تلك الأمور و عدد أصناف ترتيب الانتقالات فيه، و هيئته،
جاريتان على الاستقامة، و أصناف ما ليس كذلك.
إشارة: و كل تحقيق يتعلق بترتيب الأشياء حتى يتأدى منها إلى غيرها،
بل بكل تأليف، فذلك التحقيق يحوج إلى تعريف المفردات التي يقع فيها الترتيب و
التأليف. لا من كل وجه، بل من الوجه الذي لأجله يصلح أن يقعا فيها
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 1