أما المعاد في لغة العرب فمشتق من العود، و حقيقته [2] المكان أو
[3] الحالة التي كان الشيء فيه فباينه فعاد إليه، ثم نقل إلى الحالة
الأولى [4] أو إلى
[5] الموضع الذي يصير إليه الانسان بعد الموت، لما اتفق ان كان الرأي
الأظهر و الظن الأغلب أن الشيء الذي يصار إليه بعد الموت
[6] منفصل عنه قبل الحياة الأولى. فإن أكثر الأمم على أن الأرواح كانت
موجودة قبل الأبدان، و أنها كانت في العالم الذي هو [ثان بعد] [7] هذا العالم؛ و أن عودها إليه للسعيد
إلى الحيز الأفضل منه و هو الجنة و العليون
[8]، و للشقي إلى الحيز الأوحش منه و هو الجحيم و السجين. و كثير من
هؤلاء الأكثرين يرون أن أب [9] الانسان و أمه وردا من ذلك العالم، فاتصل منهما نسل [10] يعود إليه. و لهذا قيل [11] في كتب الأولين
[12] و صحف الأنبياء المتقدمين،