نام کتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 329
المؤاخذة السابعة: الاغترار بالنفس عند الحصول على بعض المعارف فيؤدّي بهم إلى جحود مقام الإمامة
ومن المؤاخذات على منهجيّة الفرق المطعون عليها بالغلو اغترارهم باليسير ممّا عرفوا عن تحصيل ما وراءه.
فقد روى درست بن أبي منصور عن زكّار بن يحيى الواسطي قال: كنت عند الفضيل بن يسار أنا وحريز قال: فقال له حريز: يا أبا علي! إنّ زكاراً يحبّ أن يسمع الحديث منك في العلم، قال: فأقبل عليّ فضيلٌ، فقال: مالك وللخصومة؟ قال:
قلت: لم أرد بهذا الخصومة، قال: فقال: كنت أنا وحمران قال: فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام:
يا حمران كيف تركت المتشيعين خلفك؟
قال: تركت المغيرة وبيان البيان، يقول أحدهما: العلم خالق و يقول الآخر: ا لعلم مخلوق. قال: فقال لحمران:
فأيّ شيء قلت أنت يا حمران؟
قال: فقال حمران: لم أقل شيئاً قال: فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام:
ويشير هذا الحديث الشريف إلى أمرين من أسباب الانحراف لدى طلّاب المعارف الغامضة ودقائق الحقائق:
أوّلًا: ابتلاؤهم بالغرور والاغترار بما حصلوا عليه من سطح بعض الغوامض والحقائق فيأخذ بهم الوهم بأنّ ذلك تمام الحقيقة فينجرّ بهم ثانياً إلى أمر آخر أخطر، وهو ظنّهم بأنّهم لا يضعفون ولا يعيون أمام حلّ أي معضلة وأنّهم قادرون
[1] . الأصول الستّة عشر- كتاب درست بن أبي منصور/ 290/ ح 427.
نام کتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 329