responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 269

والمحاربة للصليبيين. بل كانت تربطه بالصليبيين مفاوضات وتوافقات سرّية وراء ستار. فلا يجرء كاتب أن يكشف الحقيقة وإلّا لشنّع عليه، فقد يضطرّ قائل أو متحدّث وكاتب أن يسلّم بهذا الادّعاء في صلاح الدين و ذلك توصّلًا إلى تكديس وتأكيد روحيّة المقاومة والدفاع أمام الأعداء.

وقد مرّ في أبي الخطاب أنّ جملة من المعارف التي كان يرويها عنهم عليهم السلام إلى كبار رواة الشيعة كانت صحيحة مستقيمة، إلّاأنّه لما كانت أذهان جملة من كبار الرواة لا تستوعب حقيقة تلك المعارف وكان مرتكزاً لديهم أنّ هذا تأليهاً وانحرافاً كانوا عليهم السلام يتبرّؤون من تلك المعاني والمضامين ويستنكرونها.

ومرادهم عليهم السلام إنما هو استنكار ونفي المعنى الخاطئ الذي يتداعى في ذهن الرواة من تلك الأحاديث الغامضة المضمون. وكان تفنيد المعنى الخاطىء لديهم عليهم السلام أهمّ من تبرئة الأشخاص من الطعون التي تنسب إلى أولئك الأشخاص.

وقد روى الكشي بسند صحيح عن عمر بن زيد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:

زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والأحول أحبّ الناس إلي أحياء وأمواتاً ولكنّهم يجيئوني فيقولون فلا أجد بداً من أن أقول [1].

وهذه الصحيحة وإن كانت في الأركان الأربعة ولا يقاس بهم بقيّة الرواة الأجلاء فضلًا عن عبد اللَّه بن سبأ والمغيرة وأبو الخطاب ممّن قد شذّوا عن وصايا أهل البيت عليهم السلام وتوازن منهاجهم، إلّاأنه إجمالًا مبيّن أن الأئمة عليهم السلام كانوا يبتلون بجو ضاغط من السلطة وجمهورها يضطرّهم إلى مجاراتهم في الطعن على أخصّ أصحابهم فكيف بمن هو دونهم، ولكن ذلك لا يعني تقرير الأئمة عليهم السلام لذلك الطعن. ولربما كان لهم عليهم السلام مؤاخذة وطعن آخر يختلف نوعاً عن طعن العامة على نجوم الرواة لروايات أهل البيت عليهم السلام وفضلائهم الذى هو في


[1] . رجال الكشي/ ح 325.

نام کتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست