responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 66

ومن ثم أمر عز شأنه وجل جلاله بابتغاء الوسيلة، إذ لا سبيل إلى معرفته إلا بها، وليس الأمر بابتغاء الوسيلة عبثاً حاشى وكلا، بل لضرورة قصدها وانحصار الطريق إليه تعالى بالتوجه إليها.

وبهذه الوجيزة يتبين أن الوسيلة ضرورة في صميم إقامة معرفة الذات والصفات فضلًا عن مقامات التوحيد الأخرى، كيف لا ولم تتعرف العقول على ذاته إلا بمظاهر أفعاله وآياته الكبرى التي هي وجهه الدائم الذي لا يبيد، فإن جل أدلة الحكماء والبراهين التي استرشدوها في معرفة التوحيد هي براهين إنية تنطلق في المعرفة من المعلول ( (المعلوم) إلى العلة ( (المجهول) ومن المخلوق إلى الخالق، وإن أسموها برهان الصديقين وأدلة لمية، إلا أن نقوض ونقود بعضهم على بعض شاهدة على كونها معرفة مسيرها من الآية إلى ذي الآية، وقد أعظم القرآن معرفته تعالى بالآيات، فترى الكتاب المجيد يجلجل منادياً بهذا السبيل، وهو سبيل آياته وهو الوسيلة إلى معرفته [1].

يقول أمير المؤمنين (ع): وبعظمته ونوره أبتغى من في السموات والأرض من جميع خلائقه إليه الوسيلة [2].

ولذا قالت الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في أحدى خطبها: (فأحمدوا الله الذي بعظمته ونوره أبتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة، فنحن وسيلته في خلقه، ونحن آل رسوله، ونحن حجة غيبه وورثة أنبيائه [3].

والدليل القرآني قوله تعالى: [يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] [4].

يتضح من خلال هذه الآية أن هناك بعداً بين العبد وبين الباري تعالى وإلا لو كان هناك قرب تلقائياً حاصل من طرف العبد إلى الرب فلا حاجة حينئذ إلى الوسيلة وحديث الأقتراب لأنه تحصيل للحاصل، فإذن الأمر بالوسيلة يدل على أنه من طرف العبد


[1] الإمامة الإلهية ج 17: 5.

[2] أصول الكافي ج 129: 1.

[3] السقيفة وفدك، ابو بكر الجواهري البغدادي: 101.

[4] المائدة: 35.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست