responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 26

مبني من الأحجار، بل الإتيان هو إتيان الى إبراهيم (ع) وهو الإتيان الى الله (عزوجل) بطبيعة الحال، ففرق كبير بين أن نجعل الكعبة هي مجرد أحجار- وهذا هو الوثن بعينه- وبين أن نجعل الكعبة هي بيت الله وبيت لأولياء الله، وزيارتهم في بيت الله هي زيارة الله (عزوجل).

فالوفادة إذاً هي وفادة إلى نسك إبراهيم وإسماعيل (عليهم السلام) وزيارتهم وبالتالي هي زيارة الى النبي محمد (ص) وأهل بيته فإنه (ص) من ذرية إبراهيم (ع). فقد روي عن زيد الشحام قال: قال أبو جعفر (ع) لقتادة [1]:

من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرى حلال يروم هذا البيت عارفاً بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله (عزوجل): [فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ]، ولم يعن البيت فيقول إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم (ص) التي من هوانا قلبه قبلت حجته، وإلا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنم الى يوم القيامة ... [2].

وهم (عليهم السلام) أهل البيت بنص القرآن: [إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً] [3]، ومن هنا فإن الروايات التي يرونها أهل البيت (عليهم السلام) في ثواب زيارة الإمام الحسين (ع) وأن من زاره كمن زار الله في عرشه [4]، هي من نفس هذه الآية.

الترابط بين الآيات:

إذاً هذه الآية تدل على نفس النغمة ونفس النظرة ونفس المفاد الذي أعطته الآية في سورة إبراهيم: [رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا


[1] قتادة بن دعامة من مشاهير محدثي العامة ومفسريهم روى عن أنس بن مالك وابي طفيل وسعيد بن المسيب والحسن البصري وغيرهم.

[2] نور الثقلين ج 550: 2.

[3] الأحزاب: 33.

[4] فعن صاحب كامل الزيارات عن بشير الدهان، قال: كنت أحج في كل سنة فأبطات سنة عن الحج، فلما كان من قابل حججت ودخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: يا بشير ما أبطأك عن الحج في عامنا الماضي، قال: قلت: جعلت فداك مال كان لي على الناس خفت ذهابه، غير أني عرَّفت عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال: فقال لي: ما فاتك شيء مما كان فيه أهل الموقف، يا بشير من زار قبر الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقه كان كمن زار الله في عرشه. كامل الزيارات: 281.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست