responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 152

وروي مسلم في صحيحه في باب استئذان النبي (ص) ربه عز وجل لزيارة أمه: (زار النبي (ص) قبر أمه فبكى وأبكى من حوله) فقال استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت) [1].

وروى الحاكم في المستدرك قال زار النبي (ص) قبر أمه في الف مقنع فما رؤى أكثر باكيا من ذلك اليوم. هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين [2].

أقول: يظهر من أحاديث زيارة النبي لقبر أمه (سلام الله عليها) وحشرنا الله في زمرتها (المتواتر)، أن النبي (ص) أقام مآتماً عند قبر أمه وأقام مجلس عزاء في مقام مصاب فقد والدته الشريفة، وأنه سَنَ سُنة عظيمة في مشهدٍ عام من المسلمين كي تكون مبدأ ومنطلقاً لهم في أقامة المآتم ومجالس العزاء على مصائب أهل بيته عند قبورهم. والطريف في هذا الحديث المتواتر عندهم أن الذي قام بعملية البكاء هو شخص النبي (ص) فبكى من حوله وأبكى. قال النووي في شرح مسلم بعد ذكره لهذا الحديث: ورواه النسائي عن قتيبة عن محمد بن عبيد ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن عبيد وهؤلاء كلهم ثقات فهو حديث صحيحٌ بلا شك قوله (فبكى وأبكى من حوله) [3].

سن النبي (ص) الدعاء والعبادة عند قبور أهل بيته (عليهم السلام):

وفي مجمع الزوائد للهيثمي روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستسندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وذكر أنه رواه الطبراني في الكبير [4].

ويظهر من لفظ هذا الحديث ان النبي (ص) سنَ الدعاء والمناجات عند قبور اهل


[1] صحيح مسلم، باب أستئذان النبي (ص) ربه عز وجل لزيارة أمه.

[2] المستدرك ج 2: زيارة النبي (ص) قبر أمه.

[3] شرح مسلم ج 7: باب استئذان النبي (ص) ربه في زيارة قبر أمه.

[4] مجمع الزوائد ج 1: باب في أهل الجاهلية.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست