الملائكة وأن بين الحجر إلى الركن اليماني لقبورٍ من قبور الأنبياء كان النبي أذا آذاه قومه خرج من بين أظهرهم يعبد الله فيها حتى يموت) [1].

شعيرية قبور الانبياء في المسجد الحرام:

وهذه السنة من الأنبياء في دفنهم عند بيت الله الحرام دليلٌ صريح على رجحان وشعيرية التعبد عند قبور الأنبياء وعلى رجحانِ الطواف بها والأتيان بمختلف العبادات عندها، ومنها قبر ذي الكفل في العراق ودانيال في شوشتر والذي دفُن في عهد الخليفة الثاني الذي ظهر جسده وجدد قبره بأشارة من أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام).

ومنها قبرُ عزير في العمارة جنوب العراق وكذا قبر زكريا في حلب ويحيى في الشام وشعيب في الأردن وشيث في لبنان وغيرها من قبور الأنبياء (عليهم أفضل الصلاة والسلام) المشيدة في العراق والشام وفلسطين.

حفظ قبور الانبياء عن الاندراس بعمارتها:

وبعبارةٍ أخرى أن حفظ هذه القبور عن الأندراس والضياع والطمس لا يمكن إلا بتعاهدها أما بالبناء أو الزيارة وهذا ما يُعهد من أسلوب عمارتها وهو الملاحظ من تدوين الآثار في الكتب المؤلفة قرناً بعد قرن من مؤلفات علماء المسلمين.

الروضة عند قبره (ص) مشعر عند المسلمين:

الدليل الثاني: وقولهُ (ص) مستفيضاً (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) وفي لفظٍ آخر (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياضُ الجنة ومنبري على حوضي) [2].

ولفظٌ آخر في مسند أحمد (قال ما بين هذه البيوت (يعني بيوته) إلى منبري روضة من رياض الجنة والمنبر على ترعة من ترع الجنة) [3].

[1] مجمع الزوائد ج 1، باب سبب النهي عن كثرة السؤال.

[2] البخاري: باب الرقاق ج 7: ج 2: باب فضل الصلاة على المسجد، باب حرم المدينة.

[3] مسند أحمد ج 4، حديث عبدالله بن زيد بن عاصم.