responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 121

وفي حديث رواه مسلم من طريق أبي مرثد الغنوي مرفوعاً قال قال رسول الله: (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها) [1].

(قلتُ وليس هو على شرط البخاري فأشار إليه الترجمة وأورد معه اثر عمر الدال على أن النهي عن ذلك لا يقتضي فساد الصلاة وذكر تمادي أنس في استمرار الصلاة عند القبر ولو كان ذلك يقتضي فسادها لقطعها) [2].

أقول: يظهر من ابن حجر وغيره إن المشهور عند علماء السنة عدا الفرقة الوهابية والسلفية حمل اللعن على الكراهة وتفسير اللعن بمعنى البعد عن رحمة الله [3] نظير ما ورد في كراهة الأكل منفرداً والنوم وحده لقوله (ص): (لعن الله من أكل وحده وسافر وحده ونام وحده) فأن مطلق اللعن كما هو الحال في مطلق النهي يستعمل بكثرة في الكراهة وهذا مما يشير إلى الأزمة بين الوهابية وسائر المسلمين في منهجهم الحشوي في الاستظهار من الألفاظ في الروايات الواردة.

لكن مر في كلام العيني أن قبره (ص) كان مبنياً ومرتفعاً في الصدر الأول.

أقول: يستفاد من كلامهما جملة أمور:

منها: أن جمهور علماء السنة عدا السلفية (سواء المذاهب الأربعة أو غيرهم) لم يذهبوا إلى كون الأمر بالتسوية عزيمة أي إلزاميا ومن ثم سوغوا التسنيم أو سوغوا الارتفاع مقدار شبر.

ومنها: أن قبر النبي (ص) كان مبنياً وفي البنية ارتفاع في الصدر الأول وأعيد بناؤه عدة مرات في القرن الأول والثاني مع اختلاف في درجات الارتفاع، وكذلك قبر عمر وأبي بكر والمهاجرين والأنصار وقبور شهداء أحد.


[1] صحيح مسلم كتاب الجنائز: باب الصلاة على جنازة في المسجد ج 3.

[2] فتح الباري: باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ج 1.

[3] إذ اللعن درجات أي أن البُعد عن ساحة رحمته تعالى درجات متفاوته كما أن القرب درجات أيضاً في مقابل البعد، وبعبارة أخرى أن الأفعال في تسبيبها وتأثيرها للبعد عن رحمة الله تعالى هي متفاوته شدة وضعفاً بحسب شدة البعد وقلته فالبُعد الحاصل من المكروه الضعيف أقل من الحاصل من المكروه الشديد وهو أقل من الحاصل من الحرام وهو أقل من الحاصل من الكبيرة وهو أقل من الحاصل من الكفر وهو أقل الحاصل من الجحود والعناد.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست