نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 113
بشأن أصحاب القبور وأنهم موجودون في دار البرزخ منعمون إن كانوا من أهل النجاة ومعذبون إن كانوا من أهل الهلاك، فاليأس من أصحاب القبور هي من صفات الكفار والمنافقين لعدم أيمانهم بالآخرة والبرزخ، بينما الأملَ في أصحاب القبور بوجودهم والتواصل معهم والصلة بهم والارتباط هي من صفات المؤمنين بالبرزخ وبالآخرة والمعاد فلا غرو ولا عجب في تشديد النكير على زيارة أهل القبور والأولياء والأصفياء والصالحين من قِبل الوهابية، فإن هذا لا يصب إلا في مواجهة الإيمان بالبرزخ وبالآخرة والمعاد والحساب وأنه نظير مقولة الكفار في قوله تعالى: [وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ][1].
فحصروا الحياة بدار الدنيا وأنكروا الحياة الآخرة والبرزخ وفي قوله تعالى: [يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنَّى لَهُ الذِّكْرى يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي][2].
الصد عن زيارة القبور صدٌ عن الآخرة ودعوة للعكوف على الدنيا:
حيث تدل الآية على أن الموت انتقالٌ من دار إلى دار ويريد الميت أن يرجع كما ورد في الحديث النبوي: (وإنما تنقلون من دار إلى دار)، ويقولها الإنسان المحتضر عند سوقه الى الممر الذي يؤدي به الى البرزخ، والآيات والروايات الدالة على الحياة البرزخية أكثر من أن تحصى. فالصد عن زيارة القبور صدٌ عن التوجه إلى الآخرة ودعوة إلى العكوف على الدار الدنيا الذي هي مرام الدهريين، وقد تكرر في القرآن الكريم التعبير عن الموت بأنه وفاة وتوفي والوفاء هو التمام والإتمام واستيفاء التمام كما في قوله تعالى: [حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ][4].
فالتعبير بتوفته أي أنهم يستوفون تمام ذات الإنسان من دون نقص، أي أن تمام