قال: يدع العمرة، فإذا أتمّ حجّه صنع كما صنعت عائشة، ولا هدي عليه»، فإنّ في ارتكاز الحلبيّ الفقيه امتداد وقتها إلى ما يمكن إدراك الركن الاختياري، حيث قد جعل الغاية هو فوت الموقف، وفوته لا يتحقّق إلّابترك الركن. وهذا الارتكاز وإن كان عند الراوي، إلّاأنّه يظهر من الإمام عليه السلام في الجواب تقريره على ذلك، وأنّ العدول للإفراد هو عند خوف فوات الموقف.

وتحمل بقيّة الطوائف على تفاوت الفضيلة، ويشهد له التعبير في بعضها «ولا يبيتنّ في مكّة» أي: في ليلة عرفة، ومآل هذا الحمل هو التخيير شرعاً، ويقتضي ذلك صحيح إسماعيل بن بزيع وصحيح البزنطي، حيث إنّه عليه السلام مع تحديده لأمر المتعة، إلّاأنّه اختار الإفراد في الحجّ لضيق الوقت المراد به قلّته.