responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 121

الدليل يبتدئ من خلال فهم فلسفي لحقيقة المدح والذم. [1] أمّا المدح فهو عبارة عن القضية المتكفلة لحمل كمال معيّن على موضوع معيّن؛ أو هو المخبر به عن الكمال، فالمدح دائماً يتعلّق بكمال. والذم عكسه، فهو القضية المتكفلة لحمل نقص وشرّ معيّن على موضوع معيّن.

وبعبارة أدق وأعمق: فإنّ المدح يستبطن الحكاية، فعلاقته مع الكمال الخارجي علاقة الحاكي والمحكي. فهذا الحاكي «المدح» مفهوم فلسفي واعتبار نفس أمري مأخوذ من نحو وجود الكمال خارجاً، ومن ثمّ فهو ألصق بالخارج من المفهوم الماهوي، وأكثر اتحاداً مع الكمال الخارجي من المفهوم الماهوي للكمال، فيحمل عليه بالحمل الشائع حقيقة، في حين أنّ حمل الماهية على الماهية الخارجية حمل شائع مجازاً وبواسطة الوجود، و الذم مثله.

بداية المغالطة

وبهذا العرض يتضح أنه لا يمكن التفكيك بين المدح والكمال، فإنهما متلازمان أو متساوقان نظير الوحدة والوجود، والتفكيك بينهما بصدق أحدهما دون الآخر كان بداية المغالطة، وقد ألفت سقراط والفارابي إليها وشدّدا النكير عليها.

كذا بين الذم والنقص يأتي الحديث نفسه. ومن هنا كانا واقعيين، لهما نفس أمرية وليسا اعتباريين اصوليين بل المدح والذم بمعنى التحسين والتقبيح لا بمعنى الحسن والقبح، وهذا هو الظاهر من كلمات الأشعري والقائلين باعتباريته.

ومن ثمّ ينسجم تماماً مع ما ذكرناه من أنّ المدح هو حكاية الكمال وهو معنى التحسين، و لا يكون إلّا بقضية ذهنية، محمولها الكمال الذهني الحاكي عن الكمال الخارجي. فالحسن والقبح دوماً بمعنى


[1] . و فرق البحث الفلسفي عن اللغوي، أنّ الأول يبحث في المفاهيم واقتناص صورها ومعرفة حدودها، و من ثمّ يكتسب البحث عمومية ولا يختص بلغة دون اخرى، بخلاف الثاني فإنه يبحث عن وضع الفاظ اللغة و أنها لأىّ شيء وضعت.

نام کتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست