responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 108

منشأ الإعتبار

وأمّا على ما بيّناه من عدم لزوم تولّد الإرادة من الإعتبار، فما هي الحاجة إلى الإعتبار ومن أين نشأ الإعتبار؟

نقول كما ذكره الأصوليون والمتكلّمون: إنّ الإعتبار منشؤه أنّ العقل العملي أو النظري محدود في مدركاته [بتسليم كافّة ذوي العقول مطلقاً] فإنهم يسلّمون بأنّ العقول البشرية محدودة وليست لا محدودة، ورأس المال الموجود لديها هو البديهيات التي ينطلق منها العقل البشري سواء النظري أو العملي، ويتوصّل به العقل بمفرده إلى مقدار من النظريات لا إلى كلّ النظريات.

جهات الحسن والقبح في الكلّيات الفوقانية والمتوسطة

وبعبارة أخرى: العقل العملي يدرك الكلّيات الفوقانية على دائرة وسيعة جداً [مثلًا الظلم قبيح والعدل حسن والإحسان حسن] والكلّيات التي تأتي بعدها رتبةً كجنس للأفعال أو الكلّيات المتوسطة [كالصدق حسن والكذب قبيح والبخل قبيح والعلم حسن والفضائل حسنة والرذائل قبيحة] وهذه قد تخفى على العقل العملي أو النظري تمام جهات حسنها أو قبحها، فضلًا عما إذا تنزّلت، أي صارت جزئيات إضافية أو حقيقية ولذلك لا يستطيع الإنسان دائماً في الفعل الخارجي الخاص أن يعلم كلّ جهات الحسن والقبح الموجودة أو المنفعة أو المضرّة أو جهات الكمال والنقص فيه؛ لأنّ جهات المنفعة والمضرّة في الفعل قد لا تكون في نفسه بل بلحاظ لوازم الفعل.

وقد يقوم الإنسان بفعلٍ مّا وينظر إلى الفعل في نفسه وبنظرة ظنية أو قد يصل إلى العلم تارة لا في غالب الموارد، بل الغالب أنه لا يصل إلى كلّ جهاته وهذا بخلاف من يكون عقله محيطاً بالإتّصال بالمنبع اللّامحدود، فهو يعلم الفعل الفردي أو الاجتماعي بكلّ جهات حسنه أو قبحه ولوازمه ولو بألف واسطة كذا وكذا.

فالإنسان الفرد أو المجموع البشري أو العقل المجموعي التجريبي

نام کتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست