الركن الثاني: بناء القدرة في النظام الإسلامي بعموم المسلمين لا بالقدرة عليهم

حظر الاستبداد في القدرة ينتج الأمن والحريات السياسيّة

إنّ القوّة والقدرة الفائقة يجب أن تبنى في نظام الحكم الإسلامي بنحو تكون موجهة على الأعداء والمحاربين لا على عموم المسلمين والمؤمنين وذلك بمقتضى القاعدة السياسيّة العامّة المستفادة أولًا من قوله تعالى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) أي أنّ بناء هندسة النظام يجب أن يبني قوته على هذا النمط، فقوته بالمسلمين لا على المسلمين وهذا مؤدى كون النظام الإسلامي غير قمعي لشعبه.

بل تنامي قوته وبطشه تجاه الأعداء والمحاربين الذين يخلّون بأمن عموم الناس في مجالات مختلفة، وهذا الهدف لا تتم إقامته إلّاببناء هندسة النظام بنحو يكون مصدر قوته عموم مشاركة الناس في القرار وفي مواقع القدرة في النظام بحيث تصاغ هيئة النظام بنحو يقطع الطريق على تفرّد جماعة أو فئة بمقاليد القدرة لا سيما العسكريّة والأمنية والاقتصاديّة.

وبالتالي يكون التصرف والإشراف في مواقع القدرة بيد الرقابة العامّة وانتخابها.

هذا ومن جانب آخر يصاعد من بناء أعمدة القوّة في النظام ولا يخفى أنّ هذه الموازنة والمعادلة في النظام الإسلامي إذا عكست واستبدلت فينجم من ذلك