الأركان الذاتيّة للاستبداد بين حظر الاستبداد وحرّية حيويّة النشاط والإنماء

لابدّ من ذكر الأعمدة الشاخصة لصيغة الاستبداد المطّردة في المجالات المختلفة كي يميّز بين ظاهرة الاستبداد وبين ظاهرة فسح المجال أمام حرية الانطلاق والنشاط والإنتاج والاقتدار والتنمية والتوسعة والرقي والازدهار حيث إنّ إطلاق العنان يخلق حيويّة النشاط والمثابرة والتنافس البنّاء ويزدهر الإنتاج والخلّاقيّة والتقدّم والتطوّر؛ إلّاأنّ بين الحدّين جدليّة وتجاذب وتنازع في التنظير والأطر والقوالب وآليات التطبيق فإنّ كلّاً من آلية الحبس والمنع أو الفسح وفتح المجال آليتان كلّ منهما قد توظّفان للظاهرة الأولى وقد توظّفان للظاهرة الثانية؛ فلا إطلاق ولا تعميم في الحبس والمنع كما لا إطلاق ولا تعميم في فسح المجال وإطلاق الحرّيات، بل اللازم ذكر ضوابط وقواعد تتكفّل التوظيف الصحيح للآليتين بما يبني الظاهرة الثانية ويعيق ويحول عن نشوء أو استمرار الأولى.

ومن تلك الضوابط هي بيان الأركان الذاتيّة للاستبداد كي يشخّص حدوث ظاهرة الاستبداد وتعالج بإزالته: