responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 310

وغير خفي أنّ المعيار في كلّ صعيد هو من نمط متناسب مع ذلك الصعيد، والقسط هو التجزئة والتوزيع بإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه وقدره المستحقّ له كما يشير إليه قوله تعالى: (وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزانَ بِالْقِسْطِ) [1].

ومن الواضح أنّ القسط والميزان يختلف عن عنوان المساواة بل هو متّحد مع العدل والعدالة، بخلاف عنوان المساواة وعنوان العموميّة والمشاركة فإنّها عناوين لا تطّرد تلازماً مع العدالة كما مرّ توضيحه.

وهذا بخلاف ما يرفعه الغرب في مدارسه الفكريّة والفلسفيّة والحقوقية من شعار المساواة والحرية (الليبرالية) والمشاركة الشعبية (الديمقراطيّة) فإنها كما تقدّم غير مطّردة- في الأصول الّتي تنبني عليها كنظام- لا تطّرد مع العدالة دوماً كما مرّت الإشارة إليه. ومن ثم نلاحظ أنّ شعارات الحركة الغربية في مسار تغيير دائم فمن الرأسمالية إلى الشيوعية إلى الاشتراكية إلى الديمقراطيّة والليبرالية وذلك لعدم دوام توليد هذه الأنظمة للعدالة ومن ثمّ يجرون عليها تغييرات تدعوهم إليها فطرتهم.

النظرة المجموعيّة والتجزّئيّة في رسم العدالة

لا ريب أنّ العدالة في الأحكام والقوانين المتعلّقة بالأفعال لا يمكن ملاحظتها بنحو تجزيئي مبعثر بل لابدّ من ملاحظتها بنحو منظومي مجموعي وذلك لأنّ الجهات والحيثيّات المختلفة لا تستوعب في تشريع واحد وحكم واحد بل في الغالب يتمّ استيعابها ضمن تشريعات متعدّدة.

ومن ثم لا يصحّ أن يقارن بين تشريع معيّن من مدرسة تشريعيّة أو قانونيّة


[1] الأنعام 6: 152.

نام کتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست