responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 261

وبعبارة أخرى: أنّ الأفعال سواء الفرديّة أو الاجتماعيّة أو المجموعيّة أو الفئويّة غالباً ما يحدث اصطكاك وتزاحم فيما بين بعضها البعض بحسب ما لبعضها من مصالح ولبعضها الآخر من مفاسد، أو فيما بين الصالح والأصلح، أو الفاسد والأفسد، لا سيّما تكثّر الأفعال وتكثّر جهاتها وتلاحق واستلزام حلقات بعضها ببعض آخر، فإنّه يصعب تدبير التوازن حينئذ، ويبهم الأرجح كمحصّلة في الجمع بين بعضها البعض من حيث الأهمّية والقدر. فيكون العرف حينئذ بمثابة عقل جماعي وحسّ شبكي منظومي وخزانة مركزيّة لجمع المعلومات. وهنا يكمن دور أهمّية العرف فإنّه وإن لم يكن العرف ظرف تكويني تتواجد فيه المصالح والمفاسد كما هو الحال في الواقع التكويني لوجود الأفعال إلّا أنّه آليّة وأداة ميدانيّة لدرك العقل، كما أنّه آلية لجمع الرأي الحاصل من جمع العقول المختلفة.

وللعرف دور آخر بالغ الخطورة أيضاً وهو دور تربوي عملي بخلاف الدور السابق الّذي هو الدور الإدراكي المعرفي، وهذا الدور الثاني هو دور عملي يطبّع فيه العادات والسلائق والأذواق والميول والرغبات على شاكلة واحدة ووحدة نظام ومنظومة متّحدة.

ولعلّ إلى ذلك تشير التوصية القرآنية للنبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يبني سيرته النبويّة في هداية المجتمع وإقامة الدين وحاكميّته على قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ).

فقد ورد عنهم عليهم السلام أنّ اللَّه أدّب رسوله صلى الله عليه و آله و سلم بأن يأخذ من الناس ما ظهر وما تيسّر والوسط [1].


[1] تفسير العيّاشي ذيل الآية المباركة.

نام کتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست