الشرعيّة والنصّ الإلهي

دور الرأي العام والديمقراطيّة والشورى في الشرعيّة

إنّ التوفيق بين نظرية النصّ الإلهي في الحكم والحاكم والّتي هي من التعيين والتحديد ونظرية الانتخاب والاختيار لعموم الجمهور وحاكميّة وحكومة الإرادة العامّة للمجتمع، هو محلّ جدل كبير وتجاذب شديد، وإن كان هذا البحث والتساؤل ليس مقصوراً على نظرية النصّ بل هو شامل لنظرية المذهب العقلي في المواصفات والأحكام الّتي يصدرها ويقطع بها العقل في الحكم والحاكم ونظرية الانتخاب والاختيار أيضاً؛ لأنّ في نظرية المذهب العقلي أيضاً نحو تعيين وتحديد.

وكذلك الحال في جملة أخرى من النّظريات الّتي تشتمل على نحو من التعيين والتحديد كنظرية القانون المجرّد المُثُلي أو نظرية الأعراف التقليدية السابقة

في تاريخ الأمّة الشامخ وغيرها، وقد ذكرنا وعدّدنا في التوفيق بين نظرية النصّ والاختيار في الحكم والحاكم جملة من الوجوه والقوالب والقواعد والأنحاء، ومع كلّ ذلك لابدّ من إضافة بعض وجملة من الموادّ والوجوه الاخرى الأساسيّة في حقيقة التوفيق:

الاولى: أنّ كلّ الحكومات سلطتُها ونفوذها متولّدة من عاملين: عامل القوى والقدرة، وعامل ولاء الناس لها وتأييدهم ورضاهم واختيارهم لها إلّاأنّ