فإنّ مفاد الآية وإن استدلّ به على ولاية الأمّة لكنّ الصحيح أنّها في صدد بيان مسؤولية الأمّة تجاه إقامة العدل في النظام الاجتماعي السياسي لا إسناد ولاية الحكم لها ولكنّ الأمّة لا تكون معزولة عن مصير نفسها ومسير النظام الحاكم لها بل تكون مسؤولة بنحو الواجب الجماعي (الكفائي) حول الشأن العامّ لإقامة النظام العادل الّذي رسمه اللَّه تعالى.
فإنّه قد حدّد في هذه الآية أنّ الثروات العامّة مصرفها الطبقات المحرومة فإنّ هذه الآية في صدد بيان حقوق الأمّة في الأموال العامّة لا في صدد أنّ للأمّة ولاية تدبير أموال العامّة. لكن رغم ذلك فلها حقّ المطالبة والمحاسبة وهذه الأفعال نمط من الولايات السياسيّة العامّة وإن لم تكن بمعنى مصدر المشروعيّة.