الأمر التاسع: خطاب القرآن عامٌ

بعض العرفاء والمتكلمين والفلاسفة والمدارس الإسلامية الأُخرى التبس عليها الأمر وتوهم أنَّ أفق دعوة القرآن محدودة بحد ونشأة الأرض ودار الدنيا فقط ولا يشمل عالم السماء ولا الجن ولا الملائكة ولا البرزخ ولا الآخرة ولا ... الخ فيكون القرآن على حساب بعض المفسرين كتاباً لنظام عالم الدنيا فقط، وإنْ توسَّع قليلًا بعضُهم بشمول خطاب القرآن للجن والملائكة بحدود عالم الدنيا فقط.

إلّا أنَّ هذا توهمٌ: وعارٍ عن الصحة فإنَّ القرآن الكريم بسحب تعليم بيانات أهل البيت (عليهم السلام) أنَّه كتاب، خالد بخلود عوالم الوجود، ولا أحد يستطيع أنْ يستغني عن أسرار القرآن حتّى الملك في السماء فإنَّه يرتقي علماً بالقرآن وأسراره ومن هنا تظهر عظمة صاحب القرآن ألا وهو الرسول الأكرم (ص) الذي بُعث لكافة المخلوقات، وعليه فيوجد بونٌ واسع بين طرح أهل البيت (عليهم السلام) لهذا المطلب وبين طرح العرفاء والمتكلمين والفلاسفة وبعض المدارس الإسلامية الأُخرى، بلْ حتّى النصارى أتباع عيسى (ع) وليسَ المقصود نفس عيسى (ع) ولا الحواريين أتباع عيسى وإنَّما المقصود من اتّبع عيسى (ع) وقال بأنَّ أفق دعوة الإنجيل بحدود الأرض وعالم الدنيا فقط، وهكذا اتباع النبي موسى (ع) في التوراة وباقي الكتب السماوية الأُخرى بينما في بيانات أهل البيت (عليهم السلام): أنَّ جميع الكتب السماوية الإلهية من