والنكتة والسر في ذلك واضح من أنَّ جل روايات أهل البيت (عليهم السلام) للآيات متضمنة لنكات الدلالة اللفظية في فتح ظاهر القرآن الموصلة إلى ذلك المعنى التأويلي، إلّا أنَّه وللأسف كثير من مفسرينا فضلًا عن مفسري المدارس الإسلامية الأُخرى يتلقون هذهِ المعاني التي أدّاها وبيّنها أهل البيت بأنَّها تعبدية هذا لمن يؤمن ويُذعن بعصمة أهل البيت (عليهم السلام) وإلّا لا يستطيع أنْ يتقبلها؛ لأنَّ الإمام (ع) يبين أمور من ظاهر لفظ الآية التي لا يلتفت إليها حتَّى الأوحدي من المفسرين والفقهاء والأدباء وليسَ بمقدوره الإحاطة بذلك إلّا من بيده تمام الإحاطة وزمام مقاليد الأمور الذي هو فقط الإمام المعصوم (ع) علماً أنَّ الأئمة- عليهم أفضل الصلاة والسلام- لمْ يبينوا تلك النكات والتأويلات كمصادرة أو ادعاء، بلْ رغم عصمتهم وحجيتها يبينوها مشفوعة بالأدلة والبيانات القرآنية من سطح ألفاظ القرآن الكريم وهنا يكمن سِرُّ عظمة المعصوم (ع).