responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 255

2- قوله تعالى: عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ [1].

3- قوله تعالى: وَ وُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَ يَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [2].

بتقريب: إنَّ هاتين الآيتين الأخيرتين يستفاد منها التصريح في كيفية التجسم للأعمال، إنْ خيراً فخير، وإما شرّاً فشرٌ، فمثلًا عمل السوء في كتمان الحقيقة والواقعية في مقابل ثمن بخس، أو أكل مال اليتيم ظلماً فإنَّه سوف يتجسم ذلك العمل في الأخيرة بصورة النار، وعليه فكأنما لكل عمل يعمله الإنسان ظهورين:- ظهور في الدنيا وهو ما يشاهده كُلّ إنسان خلال سني عمره التي يعيشها، وظهوراً في الآخرة هو تجليه بصورة النار المحرقة، ويؤيد ذلك أنَّه سبحانه وتعالى تصِف الآخرة بأنَّها يوم تُبلى السرائر، ويقول: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ [3].

وكأنما الحقيقة اختفت تحت اللثام فأضحت سرَّاً مستوراً، وفي ذلك اليوم تزول كافة الحجب وتظهر الحقيقة في أنصع صورها.

والمحصل من هذا كُلَّهُ: كأنَّ هذهِ الآيات الثلاث وإنْ كان يوجد غيرها- أوضح ما في الباب للدلالة على تجسيم الأعمال، وهي تثبت أنَّ نفس الأعمال التي اكتسبها واقترفها الإنسان يجدها أمامه يوم القيامة بأعيانها وتحضر بواقعها، ولو كان هناك اختلافاً فإنَّما هو في كيفية الظهور، وإلّا فالعمل نفس العمل والواقعية محفوظة ولكنْ ظهورها مختلف [4].


[1] سورة الطارق: الآية 9.

[2] مفاهيم القرآن ح 8 بتصرف.

[3] سورة مريم: الآية 76.

[4] الكافي ج 2/ 332 باب الظلم من كتاب الكفر والإيمان ح 11.

نام کتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست