قوة تدبير أمير المؤمنين (ع):

مثال آخر على التعريفات التأريخية المغلوطة أنه يقال أن تاريخ أمير المؤمنين (ع) لم ينتصر في معركة صفين وحربه مع الامويين، وهذه الفكرة معشعشة في الذهن بتصديق وبجرعات أموية عباسية، بينما القرائن المتناثرة التي يمكن جمعها من مصادر تأريخية كثيرة جداً تبين أنه لو قدر الله أن يبقى الإمام علي (ع) بعد شهر رمضان لكانت عدة الجموع التي حشدها في النخيلة بعد أن صفيت من الخوارج ومن الشكاك والمتقاعسين تلك العدة هي الضربة العسكرية القاضية لمعاوية، وليس هذا إعجازا أو إرهاصا غيبيا. هذه الحقيقية مغيبة أصلًا عن أذهان المحبين، فضلًا عن المناوئين فمن خصائص الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي جعلها الله تعالى له كما قال الإمام الحسن (ع) في تأبينه (ع) بعد دفنه:

( (لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولم يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول (ص) فيقيه بنفسه وكان رسول الله (ص) يوجهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه ...)) [1].

وكذلك ماورد في من الزيارات لأمير المؤمنين (ع)" ... السلام على من أيده الله بجبرئيل وميكائيل".

فقد قدر الله لعلي بن أبي طالب (ع) أنه لا يدخل في جيش ويهزم.

[1] أنساب الاشراف، ج 499: 2.