حقيقة المنهج الرجالي عند مشهور المتأخرين

(الجمع بين الإفراط في التقليد والتفريط في الاجتهاد)

أي الإفراط والإغراق في حجية أقوال الفريق الثاني كالنجاشي والغضائري والفضل بن شاذان والكشي، والتفريط في المباني الرجالية للفريق الأوّل كأصحاب الإجماع من الرواة الأكابر وفي مباني الكليني والصدوق ونحوهما من أكابر المحدثين كابن أبي زينب النعماني وعلي بن محمد الخزاز القمي صاحب كفاية الأثر بل أقصوا آرائهم وأسقطوها عن الاعتبار بالمرّة، بينما جعلوا الفريق الثاني شهادات حسّية بل قطعيّة لا يعارضها قرائن حسّية أخرى، مع أنّها اجتهادات رجالية فضلًا عن أن تكون حسّية فضلًا عن أن تكون قطعيّة.

وهذه المقالات في الإفراط والتقصير في التفريط جعلت من علم الرجال منهاجاً تقليدياً وأنشأت جيلًا من المقلّدة، نظير ما حصل في الفقه بعد الشيخ الطوسي إلى مدّة قرن من الزمان؛ حتّى جاء المجلسي الأول والوحيد البهبهاني ونظيرهما فكانوا كابن إدريس الرجال. وبالأحرى فإنّ الحقبة الزمانية التي كان فيها الوحيد امتازت بانبعاث وتجدّد الاجتهاد في علم الرجال. وهذا ما يلحظ