وهذا الحديث الصحيح دالّ بوضوح على أنّ جابر ممّا عهد إليه من روايات الأسرار على نمط ما عهد للمغيرة بن سعيد كما ورد أنّ المغيرة أذاع سرّهم وكذب عليهم. ورواه الشيخ المفيد بسند صحيح في الاختصاص [2].
ورواه الكشي بسند صحيح [3]. وسيأتي الكلام في الجزء اللاحق حول المغيرة بن سعيد وأضرابه ومعنى الكذب والغلو.
ومن ثمّ يتأوّل الحديث السابق أنّه عليه السلام ما رآه عند أبيه قطّ إلّامرّة بتقدير حال معيّن وكذا في نفي دخوله عليه. وعلى أيّ تقدير فهذان حديثان بمفردهما يدلّان على حيطة الإمام الخاصة في التعامل في الملأ العام حول شأن جابر.
وهذا مما يعطي أنّ لجابر شأناً حسّاساً قد حدث في أوساط الناس وذلك بسبب مضامين الأحاديث التي رواها عن الباقر عليه السلام وأنّ تلك الأحاديث ممّا تمسّ وتتعلق بأصل مقام الإمامة.
دعاء جابر لمقام أهل البيت عليهم السلام الغيبي
والظاهر من جملة من الروايات أنّ الدولة الأموية قد تشدّدت في اعتقاله ومطاردته لأجل ذلك كما يظهر من جملة من روايات الفريقين، فقد روى الكشي عن علي بن عبد اللَّه قال: «خرج جابر ذات يوم وعلى رأسه قوصرة راكباً قصبة حتى مرّ على سكك الكوفة فجعل الناس يقولون: جنّ جابر جنّ
[1] - وقد روي هذا الحديث بوجه آخر: عن زياد بن ابي حلال: قال أصحابنا في أحاديث جابر وأعاجيبه. (البصائر/ 303).