النصّ على الأئمة الاثني عشر حيث روى رواية النص على الأئمة الاثني عشر وقد تضمّن مضافاً إلى النص على الأئمة الاثني عشر مباحث راقية عالية جدّاً في تنزيه التوحيد عن المجسّمة وأقوالهم ثم تضمّن مقامات ومنازل السائرين من المقامات المعنويّة من الحكماء والصديقين وأهل الفطنة وأهل الفوائد وتبيان أصول هذه المقامات وكيفية الحصول عليها ممّا هي من نفائس عوالم المعرفة والسير والسلوك مما يدلّل على أنّ أصول هذا العلم قد فتح من باب أهل البيت عليهم السلام وفي ذيل الرواية «ثم قلت: يابن رسول اللَّه إنّ عبد اللَّه بن سعيد دخل عليك بالأمس فسألك عمّا سألتك فأجبته بخلاف هذا فقال: يا يونس كلّ امرء وما يحتمله ولكلّ وقت حديثه وإنّك لأهل لما سألت فاكتم هذا الأمر إلّا عن أهله والسلام» [1].

بين اعتماد الأصحاب عليه ودعوى اشتهاره في الكذب

وقال الكشي في ترجمة أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي:

«وذكر الفضل في بعض كتبه الكذابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم».

أقول: إن الاشتهار في الكذب لا يلائم اعتماد جمهرة كبيرة من الأصحاب عليه ممّا يدلّل على نوع من التسامح في هذه العبارة إن لم تحمل على الاختلاف في مبانيهم الكلامية.

وكيف كان فهذه المقولة موهونة عن الفضل بن شاذان بعدّة نقاط:

الأول: قول الفضل في محمّد بن سنان لتلاميذه: «لا أحلّ لكم أن ترووا

[1] - كفاية الأثر/ 258- 259، وخاتمة المستدرك 9/ 244- 246.