المشيخة والمنهج السابق أنّ في كتب المشيخة يبيّن اعتماد صاحب المشيخة على كلّ راوٍ يقع في طريقه إلى أصحاب الكتب، ومن ثمّ اعتبر وقوع راوٍ في مشيخة الصدوق وغيرها لا سيّما الفقيه قرينة من قرائن التوثيق أو الحسن سيما مع التكرّر، بخلاف كتابة الفهرست فإنّ وقوع الراوي في طرق بعض الكتب بترجمته في الفهرست لا يمثل بمجرّده قرينة على الحسن أو الوثاقة ويدلّ على اعتماد صاحب المشيخة على ذلك الطريق إلى الكتاب بخلافه في الفهرست، إلّا أن يقارن ذلك بحيثيات أخرى وإن كان يدل على أن الراوي صاحب الكتاب إمامياً أو ما يزيد على ذلك مع تقييد صاحب الفهرست ذلك في ديباجته.

المنهج الحادي عشر: الفوائد والنتف

وقد أدمن الرجاليون وعلماء الدراية كتابة الفوائد العامّة في باب الجرح والتعديل وهي بمثابة قواعد إمّا منهجية ميزانية في هذا الباب أو قواعد عامّة تطبيقية في موادّ التوثيق أو القدح أو المدح والذمّ. نظير الفرق بين القواعد الأصولية والقواعد الفقهية وفيها يستعرض كلّ رجالي مبانيه في النمطين من القواعد ففيها تستعرض بحوث مباني علم الرجال والمشارب المختلفة، وقلّما تجد كتاباً رجالياً في المفردات لا يتضمّن في أوّله أو آخره كتابة الفوائد على هذا المنهج ممّا يوضّح المدرسة والمنهج الرجالي التي يعتمد عليه صاحب الكتاب.

ومن هذا القبيل كتاب الرواشح السماوية للميرداماد وفوائد الوحيد البهبهاني وفوائد الشيخ علي الخاقاني وفوائد الميرزا النوري في خاتمته وإن كانت مشتملة على مناهج أخرى.