المنهج التاسع: الفهرسة وتراجم الكتب

ويعتمد في هذا المنهج ترجمة الكتب وأصحابها والطرق إليها ومكانتها ودرجة الاعتماد عليها. وهذا النوع من التأليف وإن كان في الصناعة يندرج في علم الدراية إلّاأنّه يدرج في مصادر علم الرجال قديماً وحديثاً. وهذا المنهج بالإضافة إلى إثماره بتسليط الضوء على اعتبار الكتب الحديثية والطرق إليها، فإنّه يثمر في تسليط الضوء على الرواة أيضاً واعتبار أحوالهم ومدى الاعتماد عليهم كطرق إلى الكتب وبالتالي مشائخ الراوي وتلاميذه ومشربه العلمي. وقد استفيد في هذا المنهج لكشف الحال لجملة غفيرة من الرواة المهملين في الأصول الرجالية وقد اعتمد هذا المنهج الشيخ في الفهرست والصدوق في فهرسته والنجاشي في رجاله ومنتجب الدين في فهرسته وابن شهرآشوب في معالم العلماء والمحقّق الطهراني في الذريعة وابن النديم وغيرهم.

المنهج العاشر: المشيخة

وهو وإن أشبه منهج التراجم للكتب وطرقها ككتب الفهارس إلّاأنه يختلف عنه بأنّ أسلوب كتابة المشيخة يضعها المحدّث في آخر كتابه ويخصّها بالكتب التي أخرج أحاديث كتابه عنها فهي مختصّة بطرق صاحب الكتاب إلى الكتب التي استخرج منها، كما أنه يقتصر في المشيخة على ذكر طرق الكتب من دون شرح لأحوال أصحاب الكتب، ومن ثمّ وضعت لكتب المشيخة كتباً شارحة لها، ولعلّ أول من ابتكر هذا النمط في روايات الإمامية الشيخ الجليل الحسن بن محبوب الزراد وهو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ثمّ توالت كتابة كتب المشيخة على هذا المنوال، ولا يخفى أنّ هناك فروقاً أخرى بين منهج