المنهج الأول: المنهج التحليلي

وقد اعتمده روّاد علم الرجال ويعتمد على استقصاء المعطيات المختلفة من زوايا وجهات ثم الموازنة بينها برؤية تحليلية. نظير ما يصنعه الباحث التاريخي بنحو يكتشف بين الموادّ والقرائن مناسبات متّصلة راسمة لصورة واضحة عن شخصيّة الراوي. وقد سار على هذا المنهج جملة من الكتب الرجالية كمنهج المقال للاسترآبادي وتعليقته للوحيد البهبهاني وتنقيح المقال وقاموس الرجال. وهذا المنهج وإن كان هامّاً في الغاية إلّاأنّه لا يستغني عن بقية المناهج في إتقان المواد من ناحية الوقوف عليها وسلامتها.

المنهج الثاني: نظرية الطبقات

وهو يتحرّى معرفة طبقة الراوي بتوسّط معرفة المروي عنه والراوي عنه ويتمّ بذلك معرفة شيوخ الراوي في الرواية وتلامذته الراوون عنه والمدرسة العلمية التي يطالسها، مضافاً إلى عمره وموطنه الجغرافي. وهذا المنهج من أهم الطرق والأساليب لتمييز المشتركات وقد سار عليه وبرع فيه المحقّق الشيخ محمّد بن علي الأردبيلي صاحب جامع الرواة والسيد البروجردي في جملة من بحوثه والسيد الخوئي في معجم رجال الحديث.

المنهج الثالث: تجريد الأسانيد

وقد يشتبه بينه وبين المنهج السابق إلّاأنه يمتاز عنه بأنّه يعتمد على المقابلة بين الطرق الموجودة في كتب الرجال بترتيب بحسب أبجديّة الاسم أو الكتاب المستخرج منه ويثمر هذا المنهج في كشف الوسائط الساقطة، وتمييز