حسن الظاهر أمارة على العدالة

أنّ حسن الظاهر كما نقّح الحال في اعتباره أمارة على العدالة كما هو المشهور، بل إنّ البعض قد يفهم من كلامه أنّ حسن الظاهر هو عين حقيقة العدالة وليست هي شيء وراء ذلك وإن كان الأوّل هو الصحيح من أنّه كاشف عنها كما هو متسالم عليه بين الأصحاب وقد وردت عليها روايات كثيرة [1].

وقد وقع الكلام فيه في اشتراط المعاشرة المباشرة لتحصيله أو لا، وكذا وقع الكلام في اشتراط إفادة حسن الظاهر العلم أو الظن بملكة العدالة.

وهذا البحث تارةً يراد منه أنّ حسن الظاهر لا يتقوّم بظاهرة سلوكية بالبيئة المحيطة بالراوي.

وأخرى يقال إنّ حسن الظاهر وإن كان قوامه بالسلوك في البيئة المحيطة إلّا أنه من غير اللازم تواجد الشخص الفاحص في البيئة المحيطة بالعادل، بل يكفي أن ينتهي إحراز الفاحص إلى من يتواجد في بيئة العادل ويلمسها عن قرب كما ورد في صحيحة ابن أبي يعفور: «أنّه لو سئل أهل محلّة العادل عنه قالوا: ما رأينا منه إلّاخيراً» [2].

وثالثة يراد من ذلك أنّ حسن الظاهر يتقوّم بتواجد الشخص الفاحص بالبيئة السلوكية: وهذا أشدّ الاحتمالات.

وكذلك مبحث اشتراط إفادة العلم في حسن الظاهر هو على ثلاثة

[1] - أبواب الشهادات/ ب 41.

[2] - نفس المصدر.