ومن ذلك يظهر جلياً أن الرمي بالضعف في اصطلاح الجرح يريدون به الضعف في المذهب لا في السلوك واللهجة، لأنه مع ضعف المذهب لا يثقون في صدق الراوي ونزاهته عن الميل إلى ما يقوي مذهبه ومعتقده.

ومن الخاصّة

وهذا ليس خاصاً بأرباب الجرح عند العامة بل يشاهد عند النجاشي وابن الغضائري والقميين وإليك نبذة في هذا الجانب عند الخاصة:

1- أمية بن علي القيسي الشامي.

قال الوحيد البهبهاني: عنه رواية سنذكرها في حماد بن عيسى يظهر منها حسن ما فيه وأنه روى عن أبي جعفر عليه السلام [1].

أقول: والرواية هذه في كشف الغمة عن أمية بن علي القيسي قال: دخلت أنا وحماد بن عيسى على أبي جعفر بالمدينة لنودعه فقال لنا: لا تحركا اليوم وأقيما إلى غد، فلما خرجنا من عنده قال لي حماد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي، فقلت: أما أنا فأقيم، فخرج حماد فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسياله، انتهى ... [2].

2- ما ذكره التستري في قاموسه في الدفاع عن ابن الغضائري، قال: «إن الذي وجدنا بالسبر في الذين وقفنا على كتبهم ممن طعن فيهم- ككتاب استغاثة علي بن أحمد الكوفي وكتاب تفسير محمد بن القاسم الاسترابادي وكذلك كتاب الحسن بن عباس بن حريش على نقل الكافي تسعة من أخباره في باب

[1] - منهج المقال 2/ 387.

[2] - منهج المقال (حجري)/ 124.