كاعتبارها، فليست النتيجة إلّارأياً لأصحاب الأصول الرجالية وبالتالي هي نتيجة استنبطها من مواد وقرائن وصلت إليه فلابدّ من التعامل والتعاطي مع النتائج المذكورة في الأصول القديمة- إذا لم تسند إلى طريق معنعن عن معاصر للمفردة الرجالية- كفتوى ورأي رجالي. ومن ثم بيّنا في كتابنا «بحوث في مباني علم الرجال» [1] أنّ حجّية أقوال الرجاليين في الأصول القديمة هي من باب قول أهل الخبرة لا من باب الشهادة والأخبار الحسية.

وقد يدّعى أنّ أقوالهم اخبارات متواترة أو مستفيضة وأنّها نقل كابر عن كابر وثقة عن ثقة لكون كتب الفهارس والتراجم الرجالية كانت بكثرة كاثرة وصلت إليهم- كما أشار إلى ذلك الشيخ الطوسي في العدة في فصل خبر الواحد وكذلك أشار إلى ذلك المحقق الطهراني آغابزرگ في كتابه «مصفى الرجال»- ومن ثمّ ترى النجاشي والشيخ تتكرر هذه العبارة لديهم «ذكره أصحاب الرجال» وغير ذلك من القرائن التي تشهد بأنّ أقوالهم إخبارات حسّية معنعنة.

النجاشي وقدماء الرجاليين يستندون في الجرح إلى الاجتهاد لا الحس

ولكن هناك جملة من الشواهد والدلائل على أنّ مستند النجاشي في كثير من الموارد- وإن لم يكن الكل- في الجرح هو اجتهاده أو اجتهاد بعض مشايخه اعتماداً على مضمون الروايات التي يرويها الراوي، لا على النقل المتّصل سنداً إلى من عاصر الراوي وشهد عليه بذلك؛ فضلًا عن أن يكون ذلك النقل الحسي متواتراً ومستفيضاً، وإنّما يعتمد على مبنى كلامي لديه أو لدى بعض مشايخه.

[1] - بحوث في مباني علم الرجال/ الطبعة الثانية/ 85- 97.